تغير المقاومة الإيرانية ملامح باريس وضواحيها سنويا في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو.
وخلال هذه الفترة لا يجد أعضاء منظمة مجاهدي خلق فرصة ليأخذوا فيها نصيبهم من الراحة والنوم حيث يبذلون قصارى جهدهم ويدأبون في السعي من أجل الإجراءات والترتيبات للتجمع الذي ينبغي أن يكون ردا قويا على ما قام به الملالي الحاكمون في إيران ومن يتابعونهم خارج البلاد من الأعمال والمحاولات اليائسة طيلة العام المنصرم.
ونشاهد في العاصمة باريس شبابا يجمعون مساعدات وتبرعات خاصة ويجمع «الاطفائيون» المبالغ والتبرعات للذكرى السنوية لحفلة «رجال إطفاء الحريق» التي تعقد في باريس. كما يطالب شباب «الصليب الأحمر» بإعطاء عملة وهم يحملون صناديق صغيرة وأنصار البيئة يقدمون إيضاحات بشأن ضرورة عملهم ويحرض أنصار الأحزاب الفرنسية المواطنين للمشاركة في المرحلة الثانية للانتخابات النيابية في فرنسا وأعضاء مجاهدي خلق هم الآخرون الذين يتحدثون مع المارين والسياح وكميات قليلة من الجالية الإيرانية ممن قلما ثمة يجدونهم، حاملين كراسات تتجسد فيها وصورها ما طال الشعب الإيراني من الآلام والويلات والمقاسات ويحاولون دعوتهم إلى التجمع السنوي.
حقيقة، إن نشاط أعضاء مجاهدي خلق عمل مرهق تماما. لا يحظى عدد منهم ممن غادروا إيران مؤخرا بتجربة كثيرة في هذا الشأن وهم كتبوا جملا وعبارات باللغة الفرنسية وحفظوها غير أنه وفي معظم الأحيان لا تجدي تلك العبارات والجمل فائدة إلا أن مجاهدي خلق لايساورهم الاكتئاب والبؤس ولا يتركون عملهم، ناهيك عن أن هذه المشاكل التي يتعرضون لها، لا تعتبر حاجزا أمام نشاطاتهم حيث يجتازونها.
وفي بعض الأحيان يلفت عدم سيطرتهم في اللغة (الفرنسية) ووجوههم المتباينة انتباه المارين ولكن ما يساعدهم في تمرير أمرهم ويسهله هو كراساتهم الحافلة بالصور التي تمثل الجرائم المروعة المرتكبة من قبل النظام.
وترجم أعضاء منظمة مجاهدي خلق شعار «نستطيع ويجب» بكل ما تحمله العبارة من معنى وفحوى، من القول إلى الفعل بعدما أدركوها وهم لا يجاملون في العمل على التوصل إلى أهدافهم الثورية والإنسانية، وفي هذا الدرب يضحون بأنفسهم وذلك أقل ثمن يدفعونه حيث أعلنوا وأثبتوا ذلك للقاصي والداني و«الأوساط» الدولية على وجه الخصوص. ولاتوقفهم التهم والحجج الساذجة والمتطفلة التي يطلقها «المرتاحون! خارج البلاد» ممن يعيقون عمل مجاهدي خلق في جميع المجالات، بل أنهم يجتازون كل هذه الحواجز ويردون عليها من خلال خلقهم «قيمة» جديدة.
ومن أجل نضالهم لا يخشى مجاهدو خلق أي ظروف كانت بل يرحبون بها. لا يمكن شراؤهم إما بالمال أو التهديد وعصا «التبعية» لهذه القوة الإمبريالية أو الرجعية والمتخلفة أو تلك. كما ينبغي لمن لم يفهم ويستوعب هذه «الميزة الثورية» التي يتحلاها المجاهدون أن لا يأخذ عليهم من دون جدوى.
وتعرض مجاهدو خلق لضربات لن تعوض من حيث يوجه لهم النظام ومواليه وأنصاره تهمة «التعاون من أجل المصالح المشتركة» أكثر من مرة. وينبغي لمن يغضون الطرف ويتجاهلون عن الأمر حيث يعلنون ويروجون نفس التهم من خلال التعلق بأي ثوب، أن يأخذوا هذه المسألة التي يدركها القاصي والداني حتى طفل صغير، بعين الأعتبار أكثر فأكثر، ولكن، إن كان يريد الدفاع عن مصالح الشعب.
وبعد مسرحية الانتخابات للنظام داخل إيران وأصداء هذه المسرحية المثيرة للسخرية في الخارج، يحظى تجمع هذا العام الذي يعقد في قاعة «فيلبنت» للمعارض بأهمية بالغة لمنظمي التجمع ومشاركيه حيث يهدف إلى إحباط ذلك الاحتيال وما ترتب عليه من التداعيات الجانبية التي ساد في الرأي العام خارج إيران حيث يقال ويسمع هنا وهناك: أجريت «انتخابات» في إيران حيث انتهى بها الأمر إلى أن جاء «معتدل» من خلال «أصوات الجماهير».
ويمكن جراء هذا التجمع كشف النقاب وبشكل مؤثر عن هذه الحالة من احتيال الملالي الحاكمين في إيران وذلك من خلال إماطة اللثام عن دور «المحتال والجلاد» باعتبارهما من الممثلين القتلة لهذا النظام في الماضي والوقت الحاضر. ومن هذا المنطلق يبذل أنصار المقاومة الإيرانية وأعضاؤها خارج إيران قصارى جهدهم على مدار الساعة لعقد هذا التجمع وذلك بأجل وأروع صورة ممكنة.
كما لا بد أن يوصل إلى مسامع العالم أن طبيعة المجرمين التابعين لداعش وسلوكهم لا تختلف عن طبيعة هذا النظام اللاإيراني وسلوكه. وظل كل من الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والعالم ضحايا إرهاب داعش كما قدم ولايزال أكبر خدمة للمآرب اللاإنسانية والشريرة التي يتابعها «الولي الفقيه». ولم ولا يتردد خامنئي وأجهزته القمعية والإرهابية في استخدام هذه المجموعية الهمجية واللاإنسانية ضد الشعب الإيراني وحركته التحررية.
ولا بد للعالم أن يسمع نداء مطالبي الحرية ممن يرزحون تحت القيود في إيران بين صرخات يطلقها المعارضون العازمون والمتحمسون ضد هذا النظام خلال التجمع وأبدى دعمه لهم. وهذه فكرة تلهم الفحوى لهذه الكمية من المساعي والمجهودات المشتركة التي نلاحظها عن كثب حيث يتجسد فيها معناها.
كما يعتبر تجمع فيلبنت هذا العالم فرصة ثمينة يصرخ ويعلن فيها الجالية الإيرانية من كل أرجاء المعمورة في مكان واحد عن ندائهم وخيارهم لإيران حرة، ليؤدوا بل نؤدي دورا ولو كان متواضعا فيما نحمله على عواتقنا من الواجب الذي يهدف إلى القضاء على هذا النظام اللاإنساني واللاإيراني. ومن أجل تحقيق ذلك «مجاهدو خلق ينامون وهم واقفون على أقدامهم». إلى اللقاء في الأول من تموز/ يوليو 2017 في فيلبنت بباريس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق