الأربعاء، 21 يونيو 2017

مهرجان ايراني، استفتاء الايرانيين ولا لنظام ولاية الفقيه برمته ونعم للاسقاط


المحامي عبد المجيد محمد 
سيقام في الأول من يوليو 2017 التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في فيلبنت بباريس. وفي هذا المؤتمر وحسب السياق المعمول به في كل سنة يتم تسليط الضوء على أحداث شهدتها المقاومة خلال عام والطريق الذي ستسلكه في العام المقبل. المتكلم الرئيسي في التجمع هي السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية. ثم يتكلم مسؤولون وشخصيات سياسية وحقوقية وثقافية وبرلمانية و... من دول مختلفة من 5 قارات العالم. المتكلمون بالرغم من عدم معرفتهم لبعضهم البعض يركزون بنبرة واحدة على شيء واحد. ان جوهر وخلاصة كلمات المتكلمين التي ستلقى ترحابا من قبل الحضور، هو دعم السيدة مريم رجوي ومشروعها بواقع 10 مواد لايران حرة وعامرة بعد اسقاط نظام الملالي.


كما سيتم التركيز في الاستنتاج السنوي للمقاومة الايرانية على نقاط محوريه وأساسية وعلى سبيل المثال، تم التحديد في العام الماضي سياسة قوات المقاومة داخل ايران أن تكون «اطلاق حركة المقاضاة من أجل الشهداء ومحاكمة كل المتورطين فيها» حيث كانت محور نشاطات أنصار المقاومة. فهذا البرنامج يثير سؤالا في بادئ الأمر في الذهن هل يمكن في بلد رازح تحت نير ديكتاتورية ولاية الفقيه والقمع الجامح، تنفيذ هكذا عمل؟ ولكن لم يدم طويلا حتى ثبتت صحة هذا الخط بحيث قوبل بترحاب حتى من قبل المعتقلين في السجون والمعتقلات. http://bit.ly/2gms0dB 
ان تجمع المقاومة الايرانية لهذا العام سيقام في ظروف مختلفة تماما مع السنوات الماضية حيث نلقي الضوء على بعض الفروقات: 
أولا: توسع حركة المقاضاة في ايران 
أ‌.    بدأت وسائل الاعلام الحكومية تعترف مؤخرا بأن الاعدامات في الثمانينات وبشكل خاص مجزرة صيف 1988 قد تحولت الى موضوع خطير ليست في المجتمع وانما داخل النظام نفسه. وتكتب هذه المصادر أن هذا الأمر أعطى ذريعة لأعداء النظام لكي يصفوا الاعدامات كسجل أسود ووصمة عار لحقوق الانسان ويشوهون وجه الإمام لكي يستهدفوا في نهاية المطاف، أصل وجذر ايديولوجية الجمهورية الاسلامية. غير أن ما ينعكس في وسائل الاعلام هو الخوف والقلق الذي يساور الولي الفقيه ومن الواضح للغاية أن الخوف الرئيسي يأتي من خامنئي. انه أدرى من الكل بشأن التهديدات التي يواجهها نظامه. كما قال خامنئي يوم 4 حزيران الجاري في قبر خميني ان الثمانينات (أي عهد الاعدامات الجماعية ومجزرة آلاف السجناء السياسيين) هي عقد المظلومية. يجب أن لا يستبدل مكانة الشهيد بالجلاد. كلمة الجلاد التي يداولها لسان خامنئي هي كلمة روجتها المقاومة الايرانية بين عامة الناس في حملتها لمقاطعة مسرحية الانتخابات الرئاسية للنظام بشعار «لا للجلاد ولا للمخادع، صوتي هو اسقاط النظام». وبفعل هذا الشعار فشلت هندسة خامنئي لمسرحية الانتخابات وتحول مرشحه المفضل أي الملا رئيسي الذي عرف بين الايرانيين بالجلاد الى ورقة محروقة. وهذا يعني ان حركة المقاضاة قد امتدت جذورها داخل المجتمع الايراني الى حد حيث اضطر خامنئي الى اتخاذ موقف وقبله كان روحاني قد ركب موجة الكراهية الشعبية تجاه النظام وقال في تصريح قبيل اجراء الانتخابات «الناس لا يريدون اولئك الذين لم يفعلوا طيلة 38 عاما سوى الاعدام والسجن». وهذا كان اشارة مباشرة الى الملا رئيسي الذي عمل على طول38 عاما في قضاء نظام الملالي. 
ب‌.    يوم الجمعة 9 حزيران يكاد يكون كل أئمة الجمعة للنظام تحدثوا في صلوات الجمعة عن مجاهدي خلق ودورهم في الكشف عن هوية رئيسي. بينهم الملا أحمد مير عمادي في صلاة الجمعة في خرم آباد مركز محافظة لرستان حيث قال: «علينا ألا نسمح لمجاهدي خلق أن يدخلوا بلدنا... بعد 30 عاما هناك البعض يعملون على تطهيرهم». (موقع مرور نيوز الحكومي9 حزيران). 
طبعا هذه التصريحات والمواقف غيض من فيض مما يبين توازنا جديدا في القوى بين النظام والشعب والمقاومة الايرانية. 
ثانيا: نقل جميع مجاهدي خلق المقيمين في العراق الى آلبانيا 
وعندما كان مجاهدو خلق في العراق، كان خامنئي يحتفظ بتعادل نظامه الداخلي والخارجي من خلال استهداف سكان أشرف ومخيم ليبرتي. وحيثما كان يواجه مأزقا في دوامات أزماته الداخلية، كان يرسل مرتزقته ليهجموا على أشرف وفي مرحلة أخرى كان يقصف مخيم ليبرتي بالصواريخ للتستر على أزماته الداخلية المستعصية. منها ما فعل في الانتخابات 2013 حيث قام خامنئي وبعد ما خرج حسن روحاني من صناديق الاقتراع بقصف ليبرتي في الساعة الواحدة والنصف من يوم 15 حزيران 2013 وتزامنا مع اعلان نتائج الانتخابات وذلك بهدف حفظ توازن نظامه. كما في 29 اكتوبر 2015 كان الوضع على نفس السياق لأن تناقضات النظام الداخلية طفت على السطح وأن أزمة قتلى النظام في حربه غير الشرعية في سوريا قد أخذت بتلابيبه ولذلك ومن آجل الخروج من هذه الأزمة، استهدف مخيم ليبرتي بعشرات الصواريخ المعززة مما أدى الى استشهاد 24 من السكان والحاق خسائر بقيمة أكثر من 10 ملايين من الدولارات. 
ولكن الآن وبعد انتقال ناجح لجميع سكان ليبرتي من العراق الى ألبانيا، فقد النظام هذه الفرصة، بل بالعكس تعزز موقع معارضة النظام في ألبانيا وتحول توازن القوى لصالح مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية والنظام يكاد يتلقى يوميا ضربات من المقاومة الايرانية وهذا الوضع هو موقف محرج للغاية لا يطيقه النظام.  
ثالثا: اعلان الرمي المفتوح من قبل خامنئي 
يوم الأربعاء 7 حزيران ألقى خامنئي خلال استقباله طلاب منتقين كلمة. وبعد ساعات من هجومين مسلحين استهدفا برلمان الملالي وقبر خميني وبدلا من اتخاذ موقف أو تقديم العزاء لعوائل الضحايا، أعطى الأولوية لطرح قضايا ثقافية والهجوم على الحكومة وأصدر أمرا «بالرمي المفتوح». انه قال «انكم ضباط الحرب الناعمة، وحيثما تشعرون بأن الجهاز المركزي يواجه اختلالا ولا يستطيع ادارة صحيحة، فهنا أمامكم الرمي المفتوح، يعني قرروا أنفسكم، فكروا وطبقوا وتحركوا واعملوا». 
وهذا التصريح، خلقت تداعيات داخل النظام. منها اتخذ نائب رئيس البرلمان علي مطهري موقفا مضادا على أمر خامنئي بشأن الرمي المفتوح و قال ان الرمي المفتوح هو من الجانبين وعلى سبيل المثال اذا تعرضت الحرية للمساس بها فهنا لدى الطلاب بل كل شرائح المجتمع فرصة الرمي المفتوح لأن المسؤولين لم يؤدوا واجبهم.
وفي المقابل نشرت صحيفة جوان الحكومية التابعة للبسيج مقالا تحت عنوان «ماذا حصل وصلنا الى ”الرمي المفتوح“؟هاجمت خلالها حكومة الملا روحاني وأكدت بلغة التهديد: «لو لا تحبون قوة الرمي المفتوح؟ فالحل بسيط: لا تكونوا مشوشين، قوموا بتنفيذ واجباتكم حتى لا يكون داعي للرمي المفتوح». 
هذا الأمر العلني لخامنئي، يرسل اشارات وعلائم الى عناصر جناحه، لكي يكون لديهم ساحة مفتوحة لشن هجوم على المجال العام. وبعبارة أخرى فان الأمر العلني الصادر عن خامنئي لأنصاره، يأتي لقيامهم بالتمرد والعصيان مقابل المؤسسات القانونية والرسمية للبلاد. 
وقال مفسر ايراني في مقابلة مع «درّ تي في» بتاريخ 8 حزيران ان الرمي المباشر للبسيج هو علامة تدل على وصول النظام الى طريق مسدود. وعندما يصدر خامنئي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، أمرا بالرمي المفتوح، فهذا أمر خطير للغاية ما يدل على مدى اضطرابات النظام، هل يمكن في القاموس العسكري والاجتماعي والثقافي اصدار أمر بالرمي المفتوح؟...
اضافة الى المحاور أعلاه، هناك قضايا أخرى يمكن دراستها. وفي المجموع، يمكن القول ان التجمع السنوي للايرانيين في فيلبنت بباريس لهذا العام سيكون له مفهوم آخر. وهذا المعنى يدركه الولي الفقيه في طهران أفضل من الآخرين. لأنه يعلم ان التجمع هو استفتاء ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية برمتها وكل شخص يحضر هذا المؤتمر السنوي، فهو يمثل ألف شخص داخل ايران حيث لا توجد اجتماعات حرة لكي ينادوا بطموحاتهم. ان تجمع باريس هو لا لنظام ولاية الفقيه برمته ونعم لاسقاطه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماذا يفعل النظام الإيراني في العراق؟

تم التحديث:  11:18 03/11/2017 AST مشاركة تغريدة Email تعليق الحرس الإيراني بقناع الحشد الشع...