(أشبعناه سبا وفاز بالابل) هذا المثل العربي المعروف ينطبق تماما على ذلك الاجتماع الذي عقده عشرة أفراد فقط من المطرودين من منظمة مجاهدي خلق ومن بينهم الوجه المعروف بعمالته وارتباطه بالمخابرات الايرانية وبقوة القدس الارهابية قربان علي حسين نجاد، الذي كان دليلا لـ (قوة القدس) وللقوات العراقية عندما كانت تهاجم سكان (أشرف) من المعارضين الايرانيين أيام كانوا في العراق، بالاضافة الى ان البقية الآخرين من الطينة نفسها ومطلوبين للعدالة في دول عديدة, ولهم أضابير مفتوحة، هذا الاجتماع الذي تم عقده تحت عنوان (لا للإرهاب والفرق)، لكي يلقي فيه رجل الدين اللبناني محمد علي الحسيني محاضرة ترجمها له الى الفارسية حسين نجاد، وقال فيها مهمتنا الاساسية أن ننقذ أعضاء مجاهدي خلق المتواجدين في البانيا، وهنا لابد من الاشارة الى المخططات الفاشلة للمخابرات الايرانية ولقوة القدس الارهابية ضد هؤلاء المجاهدين طوال الاعوام الماضية ويبدو أن ملالي إيران قد أوكلوا هذه المهمة حاليا للحسيني!
الجميع يعلمون ان الحسيني كان عضوا في حزب الله ويسكن في مدينة قم بإيران، وعندما غادر إيران وإدعا بأنه يقف ضد نظام ولاية الفقيه ويريد أن ينقذ شيعة لبنان من يد حزب الله، فإن المقاومة الايرانية هبوا لمساعدته من الناحيتين المالية والسياسية ووجهوا له الدعوات لحضور المؤتمرات والتجمعات، وفي عام 2011 عندما سجن فإنه وطبقا لأقواله فقد تخلى عنه الجميع فيما بقيت المقاومة الايرانية الى جانبه وقاموا بتأمين احتياجاته المالية.
هذا الاجتماع الذي عقد في مطعم أشبه بالقبو يدعى (طهران) تابع لوزارة الاستخبارات الايرانية يوم 8 يوليو2017 في باريس، أي بعد أسبوع واحد فقط على عقد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس، والذي أثار ردود فعل عنيفة في داخل الاوساط السياسية الحاكمة في طهران، خصوصا من حيث حجم ونوعية الحضورين العربي والاسلامي فيه، مما أثار سخط وغضب الاوساط السياسية الايرانية لأن ذلك بمثابة دليل عملي على بدء إنفصام عرى العلاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين العالمين العربي والاسلامي والتي كما يبدو وطبقا لما قد تم طرحه في تجمعات المقاومة الايرانية، هي علاقة مشبوهة في غير صالح العرب والمسلمين تستغلها طهران من وجوه عدة لصالح مآربها ونواياها الخاصة.
توسع النشاطات والتحركات السياسية والفكرية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يعتبر منظمة “مجاهدي خلق” عموده الفقري ومرت كزه الاساسي، قد صار عاملا للتوجس والقلق في طهران، خصوصا بعدما نجح في كسر الحاجز والحائط ال كبير الذي وضعته الجمهورية الاسلامية الايرانية بينها وبين العالمين العربي والاسلامي خصوصا ودول العالم عموما، لاسيما وإن طهران قد قامت بتوظيف الامور السياسية والاقتصادية وبصورة ممجوجة من أجل الحيلولة دون إقامة اي علاقة مع المقاومة الايرانية، ولئن ساقت طهران أعذارا وتبريرات معظمها واهية وأبعد مات كون عن الحقيقة والواقع، ل كن ثبت لدول المنطقة والعالم بأن توسيع وترسيخ العلاقة مع المقاومة الايرانية لا يصب في مصلحة الاخيرة فقط، وانما هويخدم مصلحة دول المنطقة والعالم ويفضح الاخطار والتهديدات التي حدقت وتحدق بها من جانب إيران.
قضية رجل الدين محمد علي الحسيني الذي استطاعت المخابرات الايرانية استدراجه الى شراكها، اهتمت بها المقاومة الايرانية, من ناحية ارتباطها بالمخابرات الايرانية وليس من حيث شخص الحسيني، إذ أن مش كلة المقاومة الايرانية القائمة والمستمرة هي مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ذاته والذي ترى فيه سبب واساس بلاء الشعب الايراني, وما وصل إليه من أوضاع مزرية الى الحد الذي يباع فيه الجنين وهو في بطن أمه كما أشارت آخر التقارير الواردة من داخل إيران، كما أنه مصدر وبؤرة تصدير التطرف الديني والارهاب، والاهم من ذلك إن المقاومة الايرانية قد أثبتت وبصورة لا تقبل النقاش والجدل كل ذلك من خلال الادلة الدامغة والوثائق والمستمسكات.
المثير للسخرية والتهكم معا، إن توجيه تهمة الارهاب لمنظمة مجاهدي خلق من قبل رجل الدين الحسيني في ذلك الاجتماع المكون من 10 أفراد في قبو تحت الارض، هو مسعى بائس ومثير للشفقة بل وحتى الاشمئزاز من جانب المخابرات الايرانية من أجل التغطية على العلاقة الاساسية والجدلية للجمهورية الاسلامية الايرانية بتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في دول المنطقة والعالم، وإن الاسئلة التي تصفع، ليس هذا الاجتماع البائس، انما الجمهورية الاسلامية الايرانية ذاتها هي: هل إن (قوة القدس) الارهابية تابعة لمنظمة (مجاهدي خلق)؟ هل إن منظمة مجاهدي خلق آوت وتأوي قادة منظمة القاعدة؟
هل إن منظمة (مجاهدي خلق) تشرف على توجيه الميليشيات الشيعية الارهابية في العراق وسورية واليمن ولبنان؟ هل إن منظمة مجاهدي خلق قامت وفي وضح النهار بتنفيذ عمليات إرهابية اغتالت فيه سياسيين أمثال الدكتور عبد الرحمن قاسملو والدكتور سعيد شرف كندي، والدكتور كاظم رجوي وحسين نقدي وآخرين؟
هل إن منظمة (مجاهدي خلق) من قامت بتفجير مرقدي الامامين العس كريين في سامراء والتي أشار لها الحسيني نفسه في مقالات وخطب له؟ قطعا إن العالم كله يعرف إجابات هذه الاسئلة ولم يعد أحد بحاجة الى أجوبة ملتوية ومخادعة من طهران.
بموجب وثائق ومستمسكات عديدة لدى المقاومة الايرانية، فإن الحسيني قد ارتبط منذ مدة طويلة مع المخابرات الإيرانية، وعندما علمت المقاومة الايرانية بهذه العلاقة في شهر مارس المنصرم، فإنها قطعت علاقاتها ومساعداتها المالية عنه، غير إن المخابرات الايرانية التي كانت تسعى لإبقاء العلاقة سرا فإنها إضطرت الى جعله م كشوفا بعد تجمع الاول من يوليو 2017، وقد حاولت من خلال ذلك التغطية على تجمع الاول من يوليو الذي حضره أ كثر من 100 ألف الى جانب وفود وشخصيات رفيعة المستوى، والاهم من ذلك إن التجمع العام قد تناقلته الكثير من القنوات الفضائية بصورة حية، وليس كما كان حال هذا الاجتماع الذي ولد ميتا، ونعود الى المثل العربي الذي اوردناه في بداية المقالة، فاجتماع القبو هذا الذي تم تخصيصه لكيل التهم والنيل باي طريقة كانت من (مجاهدي خلق)، لكن الاخيرة التي تمضي قافلتها تحت الشمس الساطعة نحو أهدافها قد حققت نجاحا كبيرا في تجمع باريس، أي بكلام أوضح فقد فازت منظمة (مجاهدي خلق) بالابل فيما لم يبق لغربان طهران التي ليس بمقدورها أن تحلق عاليا كما النسور التي تحلق عاليا باتجاه طهران، سوى الكذب والسب والافتراء!
كاتب عراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق